هاجروا من بعد ما فتنوا، ثم جاهدوا وصبروا، إن ربك من بعدها لغفور رحيم فكتبوا إليهم بذلك: إن الله قد جعل لكم مخرجا، فخرجوا، فأدركهم المشركون، فقاتلوهم، حتى نجا من نجا، وقتل من قتل.
21092 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ومن الناس من يقول آمنا بالله، فإذا أوذي في الله... إلى قوله وليعلمن المنافقين قال: هذه الآيات أنزلت في القوم الذين ردهم المشركون إلى مكة، وهذه الآيات العشر مدنية إلى ههنا وسائرها مكي. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين) *.
يقول تعالى ذكره: وليعلمن الله أولياء الله، وحزبه أهل الايمان بالله منكم أيها القوم، وليعلمن المنافقين منكم حتى يميزوا كل فريق منكم من الفريق الآخر، بإظهار الله ذلك منكم بالمحن والابتلاء والاختبار وبمسارعة المسارع منكم إلى الهجرة من دار الشرك إلى دار الاسلام، وتثاقل المتثاقل منكم عنها. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ إنهم لكاذبون) *.
يقول تعالى ذكره: وقال الذين كفروا بالله من قريش للذين آمنوا بالله منهم: اتبعوا سبيلنا يقول: قالوا: كونوا على مثل ما نحن عليه من التكذيب بالبعث بعد الممات وجحود الثواب والعقاب على الأعمال ولنحمل خطاياكم يقول: قالوا فإنكم إن اتبعتم سبيلنا في ذلك، فبعثتم من بعد الممات، وجوزيتم على الأعمال، فإنا نتحمل آثام خطاياكم حينئذ. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
21093 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم قال: قول كفار قريش بمكة لمن آمن منهم، يقول:
قالوا: لا نبعث نحن ولا أنتم، فاتبعونا إن كان عليكم شئ فهو علينا.