بما يكرهونه من القول، أجابوهم بالمعروف من القول، والسداد من الخطاب. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20098 - حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا أبو الأشهب، عن الحسن وإذا خاطبهم... الآية، قال: حلماء، وإن جهل عليهم لم يجهلوا.
20099 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا ابن المبارك، عن معمر، عن يحيى بن المختار، عن الحسن، في قوله وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما قال: إن المؤمنين قوم ذلل، ذلت منهم والله الاسماع والابصار والجوارح، حتى يحسبهم الجاهل مرضى، وإنهم لأصحاء القلوب، ولكن دخلهم من الخوف ما لم يدخل غيرهم، ومنعهم من الدنيا علمهم بالآخرة، فقالوا: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن، والله ما حزنهم حزن الدنيا، ولا تعاظم في أنفسهم ما طلبوا به الجنة، أبكاهم الخوف من النار، وإنه من لم يتعز لعزاء الله، تقطع نفسه على الدنيا حسرات، ومن لم ير لله عليه نعمة إلا في مطعم ومشرب، فقد قل علمه، وحضر عذابه.
20100 - حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما قال: سدادا.
* - حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا محمد بن أبي الوضاح، عن عبد الكريم، عن مجاهد وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما قال: سدادا من القول.
* - حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن الثوري عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
20101 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما حلماء.
20102 - قال: ثنا الحسين، قال: ثنا يحيى بن يمان، عن أبي الأشهب، عن الحسن، قال: حلماء لا يجهلون، وإن جهل عليهم حلموا ولم يسفهوا. هذا نهارهم فكيف ليلهم؟ خير ليل صفوا أقدامهم، وأجروا دموعهم على خدودهم يطلبون إلى الله جل ثناؤه في فكاك رقابهم.
* - قال: ثنا الحسن، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا عبادة، عن الحسن، قال: حلماء لا يجهلون وإن جهل عليهم حلموا. القول في تأويل قوله تعالى: