أراد والهاء في قوله عليه من ذكر الظل. ومعناه: ثم جعلنا الشمس على الظل دليلا.
قيل: معنى دلالتها عليه أنه لو لم تكن الشمس التي تنسخه لم يعلم أنه شئ، إذا كانت الأشياء إنما تعرف بأضدادها، نظير الحلو الذي إنما يعرف بالحامض والبارد بالحار، وما أشبه ذلك. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20038 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله ثم جعلنا الشمس عليه دليلا يقول: طلوع الشمس.
20039 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ثم جعلنا الشمس عليه دليلا قال: تحويه.
* - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
20040 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله:
ثم جعلنا الشمس عليه دليلا قال: أخرجت ذلك الظل فذهبت به.
وقوله: ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا يقول تعالى ذكره: ثم قبضنا ذلك الدليل من الشمس على الظل إلينا قبضا خفيا سريعا بالفئ الذي نأتي به بالعشي. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20041 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا قال: حوى الشمس الظل. وقيل: إن الهاء التي في قوله ثم قبضناه إلينا عائدة على الظل، وإن معنى الكلام: ثم قبضنا الظل إلينا بعد غروب الشمس، وذلك أن الشمس إذا غربت غاب الظل الممدود، قالوا: وذلك وقت قبضه.
واختلف أهل التأويل في معنى قوله يسيرا فقال بعضهم: معناه: سريعا. ذكر من قال ذلك:
20042 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا يقول: سريعا.
وقال آخرون: بل معناه: قبضا خفيا. ذكر من قال ذلك: