الإئتناف: وهو الابتداء. فقوله آنفا أي: في أول وقت يقرب منا.
اللغة: الأهواء: جمع الهوى، وهو شهوة النفس يقال: هوى يهوى هوى فهو هو، واستهواه هذا الأمر أي: دعاه إلى الهوى. والأشراط: العلامات. وأشرط فلان نفسه للأمر إذا أعلمها بعلامة. قال أوس بن حجر:
فأشرط فيها نفسه، وهو معصم، * وألقى بأسباب له، وتوكلا (1) وواحد الأشراط شرط. والشرط بالتحريك: العلامة. وأشراط الساعة:
علاماتها. والشرط أيضا: رذال المال. قال جرير:
ترى شرط المعزى مهور نسائهم، * وفي شرط المعزى لهن مهور (2) وأصحاب الشرط: سموا بذلك للبسهم لباسا يكون علامة لهم. والشرط في البيع: علامة بين المتبايعين.
المعنى: ثم بين سبحانه حال المنافقين فقال. (ومنهم من يستمع إليك) أي ومن الكافرين الذين تقدم ذكرهم، من يستمع إلى قراءتك ودعوتك وكلامك، لأن المنافق كافر (حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم) يعني الذين آتاهم الله العلم والفهم من المؤمنين. قال ابن عباس: أنا ممن أوتوا العلم بالقرآن. وعن الأصبغ بن نباته، عن علي (ع) قال: إنا كنا عند رسول الله (ص) فيخبرنا بالوحي، فأعيه أنا ومن يعيه، فإذا خرجنا قالوا: (ماذا قال آنفا) وقولهم: (ماذا قال آنفا) أي: أي شئ قال الساعة؟ وإنما قالوه استهزاء، أو إظهار أنا لم نشتغل أيضا بوعيه وفهمه. وقيل: إنما قالوا ذلك لأنهم لم يفهموا معناه، ولم يعلموا ما سمعوه.
وقيل: بل قالوا ذلك تحقيرا لقوله أي: لم يقل شيئا فيه فائدة. ويحتمل أيضا أن يكونوا سألوا رياء ونفاقا أي: لم يذهب عني من قوله إلا هذا. فماذا قال؟ أعده علي لأحفظه؟ وإنما قال: (يستمع إليك)، ثم قال: (خرجوا من عندك)، لأن في