(أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها (10).
اللغة: التعس: الانحطاط والعثار والإتعاس والإزلال والإدحاض بمعنى، وهو العثار الذي لا يستقل صاحبه، فإذا سقط الساقط فأريد به الانتعاش والاستقامة.
قيل: لعا له، وإذا لم يرد ذلك قيل: تعسا. قال الأعشى. " فالتعس أولى لها من أن أقول لعا " (1).
المعنى: ثم خاطب سبحانه المؤمنين فقال: (يا أيها الذين أمنوا إن تنصروا الله) أي إن تنصروا دين الله، ونبي الله بالقتال والجهاد (ينصركم) على عدوكم (ويثبت أقدامكم) أي يشجعكم، ويقوي قلوبكم لتثبتوا. وقيل: ينصركم في الآخرة، ويثبت أقدامكم عند الحساب، وعلى الصراط. وقيل: ينصركم في الدنيا والآخرة، ويثبت أقدامكم في الدارين، وهو الوجه. قال قتادة: حق على الله أن ينصر من نصره لقوله. (إن تنصروا الله ينصركم) وأن يزيد من شكره لقوله (لئن شكرتم لأزيدنكم) وأن يذكر من ذكره لقوله: (فاذكروني أذكركم) وأن يوفي بعهد من أقام على عهده لقوله: (وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم).
(والذين كفروا فتعسا لهم) أي مكروها لهم وسوءا، عن المبرد أي أتعسهم الله فتعسوا تعسا. قال ابن عباس: يريد في الدنيا العسرة، وفي الآخرة التردي في النار. (وأضل أعمالهم) مر معناه (ذلك) التعس والإضلال (بأنهم كرهوا ما أنزل الله) على نبيه (ص) من القرآن والأحكام، وأمرهم بالانقياد فخالفوا ذلك. وقال أبو جعفر (ع): كرهوا ما أنزل الله في حق علي (ع). (فأحبط أعمالهم) لأنها لم تقع على الوجه المأمور به.
ثم نبههم سبحانه على الاستدلال على صحة ما دعاهم إليه من التوحيد، وإخلاص العبادة لله فقال: (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) حين أرسل الله إليهم الرسل، فدعوهم إلى توحيده، وإخلاص العبادة له، فلم يقبلوا منهم، وعصوهم أي: فهلا ساروا ورأوا عواقب أولئك. (دمر الله