قال امرؤ القيس:
يضيئ الظلام وجهها لضجيعاها * كمصباح زيت في قناديل ذبال (1) أي: في ذبال قناديل. وهذا غير صحيح. ولا يجوز أن يحمل القرآن عليه، لأنه يجري مجرى الغلط من العرب، ومثل ذلك في شعرهم كثير قال:
غداة أحلت لابن صرمة طعنة * حصين، غبيطات السدايف والخمر (2) والعبيطات: مفعولة. والطعنة فاعلة، فقلب. ومن أغلاطهم قول الراجز:
جارية لم تعلم المرققا، ولم تذق من البقول الفستقا فظن الفستق من البقول. فأما قول خداش بن زهير:
وتركت خيلا لا هوادة بينها، * وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر (3) فذهب كثير من العلماء إلى أن المعنى وتشقى الضياطرة الحمر بالرماح (4)، فقلب. وليس الأمر كذلك، وإنما أراد: إن رماحهم تشرف عن هؤلاء الضياطرة، فإذا طعنوا بها فقد شقيت الرماح، لأن منزلتها أرفع من أن يطعنوا بها. وقالوا أيضا في قول زهير:
فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم، * كأحمر عاد، ثم تنتج فتتئم (ه) إنه غلط، فنسبه إلى عاد، وإنما هو أحمر ثمود. وهذا أيضا ليس بغلط، فإن ثمود يسمى عادا الآخرة، لقوله تعالى: (وانه أهلك عادا الأولى) وقيل: إنما سموا ثمود، لأن الله تعالى أهلك عادا، وبقيت منهم بقية تناسلوا فهم ثمود. واشتق لهم هذا الاسم من الثمد: وهو الماء القليل، لأنهم قلوا عن عدد عاد الأولى. وإذا جاء .