المفسدين [77] قال إنما أوتيته على علم عندي أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون [78] فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم [79] وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون [80] فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين [81] وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون [82]) * القراءة: قرأ حفص عن عاصم ويعقوب وسهل: (لخسف) بفتح الخاء والسين، وهو قراءة الحسن والأعرج وشيبة ومجاهد. والباقون: (لخسف) بضم الخاء وكسر السين. وقرأ يعقوب: (ويك) يقف عليها ثم يبتدي فيقول: (إنه).
الحجة: قال أبو علي: من قرأ (الخسف بنا) بفتح الخاء، فلتقدم ذكر الله تعالى. ومن قرأ بضم الخاء فبنى الفعل للمفعول به: فإنه يؤول إلى الأول في المعنى. وقال ابن جني في (ويكأنه) ثلاثة أقوال: منهم من جعلها كلمة واحدة، فلم يقف على (وي)، ومنهم من وقف على (وي). ومنهم من قال (ويك) وهو مذهب أبي الحسن. والوجه فيه عندنا هو قول الخليل وسيبويه، وهو أن (وي) اسم سمي به الفعل في الخبر، فكأنه اسم أعجب. ثم ابتدأ فقال: (كأنه لا يفلح الكافرون)، و (كأن الله يبسط الرزق) فوي: منفصلة من كأن، وعليه بيت الكتاب:
سألتاني الطلاق إن رأتاني * قل مالي، قد جئتماني بنكر وي كأن من يكن له نشب يحب * ومن يفتقر يعش عيش ضر (1) .