الدنيا، والعقبى. (وله الحكم) بينهم بما يميز به الحق من الباطل. قال ابن عباس: يحكم لأهل طاعته بالمغفرة والفضل، ولأهل معصيته بالشقاء والويل.
(وإليه) أي: وإلى جزائه وحكمه (ترجعون).
* (قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون [71] قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون [72] ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون [73] ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون [74] ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون [75]) * المعنى: ثم بين سبحانه ما يدل على توحيده، فقال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (قل) يا محمد لأهل مكة الذين عبدوا معي آلهة، تنبيها لهم على خطئهم. (أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا) أي: دائما (إلى يوم القيامة) لا يكون معه نهار (من إله غير الله يأتيكم بضياء) كضياء النهار، تبصرون فيه، فإنهم لا يقدرون على الجواب عن ذلك، إلا بأنه لا يقدر على ذلك سوى الله، فحينئذ تلزمهم الحجة بأنه لا يستحق العبادة غيره. (أفلا تسمعون) أي: أفلا تقبلون ما وعظتم به. وقيل: أفلا تسمعون ما بينه الله لكم من أدلته، وتتفكرون فيه.
(قل) يا محمد لهم (أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا) أي: دائما (إلى يوم القيامة) لا يكون معه ليل (من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه) أي:
تستريحون فيه من الحركة والنصب. (أفلا تبصرون) أي أفلا تعلمون من البصيرة.
وقيل: أفلا تشاهدون الليل والنهار، وتتدبرون فيهما، فتعلموا أنهما من صنع مدبر حكيم.
ثم قال: (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار) أي: ومن نعمته عليكم،