لقد استكبروا في أنفسهم وعتو عتوا كبيرا [21] يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا [22] وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا [23] أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا [24] ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا [25] الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا [26] ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا [27] يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا [28] لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا [29] وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا [30]) *.
القراءة: قرأ أهل الكوفة وأبو عمرو: (تشقق) خفيفة الشين ههنا، وفي سورة ق. والباقون: (تشقق) مشددة الشين. وقرأ ابن كثير: (ننزل) بنونين خفيفة (الملائكة) بالنصب. والباقون: (ونزل) بنون واحدة وتشديد الزاي وفتح اللام، و (الملائكة) بالرفع.
الحجة: تشقق: أصله تتشقق فأدغم التاء في الشين، والتخفيف أكثر في الكلام، لأن الحذف أخف عليهم من الإدغام. ومن قرأ (وننزل الملائكة تنزيلا):
فإن أنزل مثل نزل، ومثله في التنزيل: (وتبتل إليه تبتيلا). فجاء المصدر على فعل. قال الشاعر: " وقد تطويت انطواء الخصب " (1).
اللغة: الرجاء. ترقب الخير الذي يقوي في النفس وقوعه، ومثله الطمع والأمل. واللقاء: المصير إلى الشئ من غير حائل. والعتو: الخروج إلى أفحش الظلم. وأصل الحجر: الضيق وسمي الحرام حجرا لضيقه بالنهي عنه. قال المتلمس:
.