آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شئ شهيد [17] ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء [18]).
الاعراب: خبر (إن) الأولى جملة الكلام مع إن الثانية وزعم الفراء أن قولك:
إن زيدا إنه لقائم. وروي أن هذه الآية إنما صلحت في الذي. قال الزجاج: لا فرق بين الذي، وغيره في باب إن. إن قلت: إن زيدا إنه قائم، كان جيدا. قال جرير:
إن الخليفة إن الله سربله * سربال ملك به ترجى الخواتيم المعنى: ثم بين سبحانه أنه نزل الآيات حجة على الخلق فقال: (وكذلك) أي: ومثل ما تقدم من آيات القرآن (أنزلناه) يعني القران (آيات بينات) أي:
حججا واضحات على التوحيد، والعدل، والشرائع. (وإن الله يهدي من يريد) أي: وأنزلنا إليك أن الله يهدي إلى الدين من يريد. وقيل: إلى النبوة. وقيل: إلى الثواب. وقيل: يهدي من يهتدي بهداه (إن الذين آمنوا) بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم (والذين هادوا) وهم اليهود (والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا) ظاهر المعنى (إن الله يفصل بينهم يوم القيامة) أي: يبين المحق من المبطل بما يضطر إلى العلم بصحة الصحيح، فيبيض وجه المحق، ويسود وجه المبطل. والفصل: التمييز بين الحق والباطل.
(إن الله على كل شئ شهيد) أي: عليم مطلع على ما من شأنه أن يشاهد بعلمه قبل أن يكون، لأنه علام الغيوب. ثم خاطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمراد به جميع المكلفين، فقال: (ألم تر) أي: ألم تعلم (أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض) من العقلاء (والشمس) أي: ويسجد الشمس (والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب) وصف سبحانه هذه الأشياء بالسجود، وهو الخضوع والذل والانقياد لخالقها فيما يريد منها (وكثير من الناس) يعني المؤمنين الذين