النار الحارة في الشجر الأخضر الرطب يستخرجها، فعرفكم أنه على إعادة ما بلى أقدر (١).
ثم قال: ﴿أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم﴾ (2) أي إذا كان خلق السماوات والأرض أعظم (3) وأبعد في أوهامكم وقدركم (4) أن تقدروا عليه من إعادة البالي (5) فكيف جوزتم من الله خلق هذا الأعجب عندكم والأصعب لديكم ولم تجوزوا ما هو أسهل عندكم من إعادة البالي؟
فقال الصادق عليه السلام: فهذا الجدال بالتي هي أحسن، لان فيها قطع عذر (6) الكافرين وإزالة شبههم.
وأما الجدال بغير التي هي أحسن فأن تجحد حقا لا يمكنك أن تفرق بينه وبين باطل من تجادله، وإنما تدفعه عن باطله بأن تجحد الحق، فهذا هو المحرم لأنك مثله، جحد هو حقا، وجحدت أنت حقا آخر.
قال [أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام]: فقام إليه رجل وقال: يا بن رسول الله أفجادل رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال الصادق عليه السلام: مهما ظننت برسول الله من شئ فلا تظن به مخالفة الله، أوليس الله تعالى قد قال:
(وجادلهم بالتي هي أحسن)؟ وقال: (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة).