لم يقل الرجل: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله " أبو بكر " فيكون قد فضل أبا بكر على علي بن أبي طالب عليه السلام، ولكن قال: خير الناس بعد رسول الله " أبا بكر " فجعله نداءا لأبي بكر، ليرضى به من يمشي بين يديه من بعض هؤلاء الجهلة ليتوارى من شرورهم، إن الله تعالى جعل هذا التورية مما رحم به شيعتنا ومحبينا. (1) 250 - قال: وقال رجل لمحمد بن علي عليهما السلام: يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله مررت اليوم بالكرخ فقالوا: هذا نديم محمد بن علي إمام الرافضة، فاسألوه من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فان قال: علي. فاقتلوه، وإن قال: أبو بكر. فدعوه فانثال علي منهم خلق عظيم وقالوا لي: من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقلت مجيبا لهم: خير (2) الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أبو بكر وعمر وعثمان وسكت ولم أذكر عليا. فقال بعضهم:
قد زاد علينا، نحن نقول ههنا: وعلي! فقلت لهم: في هذا نظر، لا أقول هذا.
فقالوا بينهم: إن هذا أشد تعصبا للسنة منا، قد غلطنا عليه.
ونجوت هذا منهم فهل علي يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا حرج؟ وإنما أردت أخير [الناس]؟ أي أهو خير؟ - استفهاما لا إخبارا -.
فقال محمد بن علي عليهما السلام: قد شكر الله لك بجوابك هذا، وكتب لك أجره وأثبته لك في الكتاب الحكيم، وأوجب لك بكل حرف من حروف ألفاظك بجوابك هذا لم ما يعجز عنه أماني المتمنين ولا يبلغه آمال الآملين. (3) 251 - قال: وجاء رجل إلى علي بن محمد عليهما السلام وقال: يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله بليت اليوم بقوم من عوام البلد أخذوني فقالوا: أنت لا تقول بامامة أبي بكر بن أبي