بخالق حق، وكونه ليس يقابل باطل، والفاعل من قام به الفعل والفعل قائم بذات العبد، والخالق من أوجد الفعل ولا يوجده إلا الله. وقوله: كتحرك الرجفان جهل منه فإنه لم يفرق بين الجبر ومذهب الأشعري ثم قال:
والله يصليه على ما ليس * من أفعاله حر الحميم الآن استمر هذا الجاهل على جهله وكذبه. وكذلك قوله: (لكن يعاقبه على أفعاله) ثم قال: (والظلم عندهم الحال لذاته) نعم إن الله لا يظلم مثقال ذرة (وما ربك بظلام للعبيد) (1) وكيف يتصور الظلم والكل ملكه ثم قال: (أنى ينزه عنه ويكون مدحا ذلك التنزيه (قلنا يا جاهل اجترأت على الله وعلى عباده فلم تفرق بين الفعل والخلق وظننت بجهلك أنهما سواء وأنه لا يعاقب على فعله (وقلت: (ما هذا بمعقول لذي الأذهان) وأي ذهن لك حتى تعقل به وأنت عن تعقل أحكام الربوبية بمعزل؟ وهل مثلك ومثل من هو أكبر منك إلا كمثل الخفاش بالنسبة إلى ضوء النهار؟
فصل قال:
وكذلك قالوا ما له من حكمة (2) * هي غاية للأمر والإتقان