نحو الكمال فيها، (ونفس وما سواها، فألهما فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها) [الشمس 91 / 10].
وقد كان لنا من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الرسول الكريم خير قدوة ومعلم وموجه للبشرية كافة في كل تصرف من تصرفات الحياة، وما على المرء قبل أن يقدم على أي عمل إلا أن يفكر ويزن عمله بميزان الاسلام، فما وجده موافقا لكتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم قام به، وما كان غير ذلك امتنع عنه وأباه، وإن همت به نفسه زجرها عنه وعاد إلى الصواب، ورجا ثواب ذلك من الله تعالى وفي ذلك يقول الرسول الكريم:
" من هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله له عشر حسنات إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة ".
ولا ريب في أن هذا طريق شاق، وفيه امتحان دائم صعب إلا لمن يسره الله تعالى عليه، وسيلقى فيه المرء المتاعب والآلام كثيرها أو قليلها، فليصبر وليحتسب كل ذلك عند الله تعالى محققا قول الرسول الكريم:
" عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لاحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ".
وقد كان لنا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجتمع الاسلامي الأول خير نموذج على الأرض، جعل من النظريات والقيم والمثل سلوكا وأعمالا، يعيشها الناس حياة واقعية لا خيالا ووهما، فكانوا بحق أهلا لخطاب الله تعالى بقوله:
(كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) [آل عمران 3 / 110].
وتحقق فيهم قوله صلى الله عليه وسلم:
" خير الناس قرني " وقوله: " خير أمتي القرن الذي أنا فيه، بعثت فيهم ".