فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما ليعطيه فيأبى أن يقبل شيئا ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله، فقال: يا معشر المسلمين أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له في الفئ فيأبى أن يأخذه. فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي. متفق عليه.
" يرزأ " براء ثم زاي ثم همزة: أي لم يأخذ من أحد شيئا. وأصل الرزء: النقصان: أي لم ينقص أحدا شيئا بالأخذ منه.
و " إشراف النفس ": تطلعها وطمعها بالشئ. و " سخاوة النفس " هي: عدم الإشراف إلى الشئ والطمع فيه والمبالاة به الشره.
525 وعن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا ونقبت قدمي وسقطت أظفاري، فكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا من الخرق.
قال أبو بردة: فحدث أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذلك وقال: ما كنت أصنع بأن أذكره! قال كأنه كره أن يكون شيئا من عمله أفشاه. متفق عليه.
526 وعن عمرو بن تغلب بفتح التاء المثناة فوق وإسكان الغين المعجمة وكسر اللام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بمال أو سبي فقسمه فأعطى رجالا وترك رجالا فبلغه أن الذين ترك عتبوا فحمد الله ثم أثنى عليه ثم قال:
" أما بعد فوالله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي، ولكني أعطي أقواما لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع،