438 وعن أبي نجيح عمرو بن عبسة بفتح العين والباء السلمي رضي الله عنه قال:
كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شئ وهم يعبدون الأوثان، فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا، فقعدت على راحلتي فقدمت عليه، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا، جرآء عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت له:
ما أنت؟ قال: " أنا نبي " فقلت: وما نبي؟ قال: " أرسلني الله " فقلت: بأي شئ أرسلك؟ قال: " أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان وأن يوحد الله لا يشرك به شئ " قلت: فمن معك على هذا؟ قال: " حر وعبد " ومعه يومئذ أبو بكر وبلال رضي الله عنهما فقلت: إني متبعك. قال: " إنك لن تستطيع ذلك يومك هذا، ألا ترى حالي وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني " قال: فذهبت إلى أهلي وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكنت في أهلي فجعلت أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة حتى قدم نفر من أهل المدينة فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع، وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك فقدمت المدينة فدخلت عليه فقلت: يا رسول الله أتعرفني؟ قال: " نعم أنت الذي لقيتني بمكة " قال فقلت: يا رسول الله أخبرني عما علمك الله وأجهله، أخبرني عن الصلاة؟ قال: " صل صلاة الصبح ثم اقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع، الشمس قيد رمح، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل