ومعنى " ينسأ له في أثره ": أي يؤخر له في أجله وعمره.
320 وعنه رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. فلما نزلت هذه الآية: * (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) * (آل عمران 92) قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول: * (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) * وإن أحب مالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله تعالى أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بخ! ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين " فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.
متفق عليه.
وسبق بيان ألفاظه (انظر الحديث رقم 297) في باب الإنفاق مما يحب.
321 وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى. فقال: " فهل من والديك أحد حي؟ " قال: نعم بل كلاهما. قال:
" فتبتغي الأجر من الله تعالى؟ " قال: نعم. قال: " فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما " متفق عليه. وهذا لفظ مسلم.
وفي رواية لهما: جاء رجل فاستأذنه في الجهاد فقال: " أحي والداك؟ " قال: نعم. قال: " ففيهما فجاهد ".