(قال ثم سلت الدم بيده) أي مسح وأماط. قال الخطابي: سلت بيده، أي أماطه بإصبعيه. وأصل السلت القطع ويقال: سلت الله أنف فلان أي جدعه (هذا من سنن أهل البصرة) أي حديث التقليد بالنعلين من الأحاديث المروية لأهل البصرة لأن رواة هذا الحديث كلهم بصريون أبو حسان الأعرج مسلم بن عبد الله الذي يدور الإسناد إليه بصري وقتادة الراوي عن أبي حسان ثم شعبة الراوي عن قتادة كلاهما بصريان. وروى أيضا " هشام الدستوائي عن قتادة وهو أيضا " بصري وحديثه عند مسلم وهمام بن يحيى أيضا " روى عن قتادة وهو بصري وإليه أشار المؤلف بقوله قال أبو داود رواه همام. كذا في غاية المقصود.
(قلد الهدي وأشعره) قال الخطابي: الإشعار أن يطعن في سنامها حتى يسيل دمها فيكون ذلك علما أنها بدنة، ومنها الشعار في الحروب هو العلامة التي يعرف بها الرجل صاحبه ويميز بينه وبين عدوه. وفيه بيان أن الإشعار ليس من جملة ما نهي عنه من المثلة. وإنما المثلة أن يقطع عضوا من البهيمة يراد بذلك التعذيب. وفيه أيضا " من السنة التقليد وهو في الإبل كالإجماع من أهل العلم. وفيه أن الاشعار من الشق الأيمن وهو السنة. قال المنذري: وأخرجه البخاري والنسائي.
(أهدى غنما " مقلدة) قال الخطابي: فيه من الفقه أن الغنم قد يقع عليها اسم الهدي وزعم بعضهم أن الغنم لا يطلق عليها اسم الهدي. وفيه أن الغنم تقلد، وبه قال عطاء والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق. وقال أبو حنيفة وأصحابه: إذا ساق الهدي ثم قلده فلا تقلد الغنم وكذلك قال مالك. قال المنذري وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة بنحوه