معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري - ج ٢ - الصفحة ٢٣٩
لعل الخليفة صرح بهذه الأقوال ليمنع سائر الصحابة من متابعة الامام والرواية عن رسول الله بما يضعف موقفه ونرى أنه كشف عن سبب نهيه في قوله: كرهت ان يظلوا معرسين بهن تحت الأراك ثم يروحون في الحج تقطر رؤسهم وفي قوله:
ان أهل البيت - يعني أهل مكة - ليس لهم ضرع ولا زرع وإنما ربيعهم في من يطرأ عليهم 1.
إذا فالخليفة القرشي يعيد على عهده نفس الأقوال التي جابهوا الرسول بها لما امتنعوا عن عمرة التمتع في حجة الوداع.
وحق القول في هذه الواقعة ان الخليفة تأول وطلب الخير لذوي أرومته من قريش سكان مكة حين نهى عن عمرة التمتع وأراد تمام الحج والعمرة حين أمر بفصل الحج عن العمرة واتيان العمرة في غير أشهر الحج وان خالف في ذلك كتاب الله وسنة نبيه واستن بسنته المسلمون على عهده وافردوا الحج وتبعه في ذلك الخليفة القرشي عثمان فإنه قال على عهده أتم للحج والعمرة ان لا يكونا معا في أشهر الحج فلو أخرتم هذه العمرة حتى تزوروا البيت زورتين كان أفضل فعارضه الامام وقال: أعمدت إلى سنة سنها رسول الله تنهى عنها وقد كانت لذي الحاجة ولنائي الدار ثم أهل بحجة وعمرة فأنكر عثمان في هذه المرة أن يكون قد نهى عنها وقال: إنما كان رأيا أشرت به.
وفى أخرى قال له الامام: انك تنهى عن التمتع، قال: بلى! قال: ألم تسمع رسول الله تمتع قال: بلى، فلبى علي وأصحابه بالعمرة.
وفي أخرى قال: لقد علمت انا تمتعنا مع رسول الله فقال أجل ولكنا كنا خائفين.
وفي أخرى قال له: ما تريد إلى أمر فعله رسول الله تنهى عنه فقال عثمان دعنا عنك، قال: لا أستطيع ان أدعك مني فلما رآى علي ذلك أهل بهما.
وفي أخرى لما رآى الامام عثمان ينهى عن المتعة وان يجمع بينهما أهل بهما لبيك بعمرة وحجة معا فقال عثمان أتفعلها وانا انهى عنها فقال علي: لم أكن لأدع سنة رسول الله لقول أحد من الناس.
وتشدد الخليفة على من لم يكن في منزلة الامام وأمر بمن لبى منهم بالعمرة في أشهر الحج ان يضرب ويلحق!

(1) وبالتعليل الذي ذكرناه يرتفع ما يظهر من تناقض في ما روي عنه من التعليل.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 البحث الثالث: مصادر الشريعة الاسلامية لدى المدرستين 7
3 المدخل: أربعة مصطلحات اسلامية 11
4 1 - القرآن 13
5 أسماء أخرى للقرآن 13
6 2 - السنة 16
7 3 - الفقه 18
8 4 - الاجتهاد 22
9 أولا - الاجتهاد في اللغة 22
10 ثانيا - الاجتهاد في اصطلاح المسلمين 23
11 الفصل الأول: موقف المدرستين من القرآن الكريم 27
12 الفصل الثاني: موقف المدرستين من سنة لرسول (ص) 35
13 1 - موقف المدرستين ممن روى عن رسول الله (ص) 38
14 2 - موقف المدرستين من نشر حديث الرسول (ص) في القرن الأول 41
15 منع كتابة الحديث على عهد الخلفاء الثلاثة 44
16 على عهد معاوية 47
17 فتح الروافد الإسرائيلية 48
18 كيف وجد الحديثان المتناقضان 54
19 الفصل الثالث: موقف المدرستين من الفقه والاجتهاد 59
20 تطور مدلول الاجتهاد بمدرسة الخلفاء 61
21 1 - تسمية الاجتهاد 64
22 التأويل لغة وشرعا 64
23 2 - مجتهد ومدرسة الخلفاء في القرن الأول وموارد اجتهادهم 66
24 أ - خاتم الأنبياء وسيد الرسل (ص) 66
25 ب - الخليفة الأول أبو بكر 66
26 ج - الصحابي المجتهد خالد بن الوليد 67
27 د - الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 67
28 ه‍ - الخليفة الثالث عثمان بن عفان 68
29 و - المجتهدة أم المؤمنين عائشة 70
30 ز - معاوية بن أبي سفيان 70
31 ح - وزيره عمرو بن العاص 70
32 ط - أبو الغادية قاتل عمار 72
33 ى - مجتهدون بالجملة 72
34 ك - عبد الرحمن بن ملجم قاتل الإمام علي (ع) 74
35 ل - يزيد بن معاوية 75
36 شرح موارد اجتهاد المذكورين 76
37 أ - رسول الله (ص) 76
38 ب - موارد اجتهاد أبي بكر 78
39 ج - شرح الأمور التي ذكروها في باب اجتهاد الخليفة عمر 85
40 اجتهاد الخليفتين أبي بكر وعمر في الخمس 88
41 أ، ب - الزكاة والصدقة 88
42 ج - الفيء 91
43 د - الصفي 92
44 ه‍ - الأنفال 94
45 و - الغنيمة والمغنم 96
46 ز - الخمس 105
47 أولا - في العصر الجاهلي 105
48 ثانيا - في العصر الاسلامي 106
49 أ - الخمس في كتاب الله 106
50 ب - الخمس في السنة 107
51 تفسير ألفاظ الأحاديث 109
52 خلاصة الروايات السابقة 110
53 الخمس في كتب الرسول (ص) وعهوده 111
54 مواضع الخمس في الكتاب والسنة 119
55 في القرآن الكريم 119
56 مواضع الخمس في السنة ولدى المسلمين 120
57 مواضع الخمس لدى مدرسة أهل البيت 123
58 رواية واحدة تبين مواضع الخمس في عصر الرسول (ص) 124
59 تحريم الصدقة على الرسول وذوي قرباه 126
60 تركة الرسول وشكوى فاطمة من تصرفهم فيها وفي سهمها من الخمس 130
61 بيان ما تملكه الرسول (ص) ومنشؤه 132
62 خبر تركة الرسول (ص) وشكوى فاطمة (ع) 138
63 أ - رواية عمر 138
64 ب - رواية أم المؤمنين عائشة 139
65 تصرف الخلفاء في الخمس وفي تركة الرسول وفي فدك منحته لابنته 150
66 أ - على عهد أبي بكر وعمر 150
67 ب - على عهد الخليفة عثمان 152
68 سيرة الإمام علي (ع) في الخمس وفي تركة الرسول (ص) 158
69 الخمس وتركة الرسول (ص) في عصر خلفاء بني أمية 159
70 على عهد خلفاء بني أمية بعد بعد معاوية 161
71 على عهد عمر بن عبد العزيز 162
72 أمر فدك 163
73 بعد عمر بن عبد العزيز 163
74 خلاصة البحث 167
75 الصدقة بعد الرسول (ص) 177
76 على عهد عمر 180
77 على عهد عثمان 180
78 على عهد الإمام علي (ع) 181
79 على عهد معاوية 181
80 على عهد عمر بن عبد العزيز 181
81 بعد ابن عبد العزيز 181
82 آراء العلماء في مصرف الخمس 181
83 اجتهاد الخليفة عمر في المتعتين 186
84 أ - متعة الحج 188
85 سنة الرسول (ص) في العمرة 190
86 متعة الحج في الكتاب 191
87 متعة الحج في السنة 192
88 كيف تلقى الصحابة حكم التمتع بالعمرة 196
89 عائشة فاتتها العمرة قبل الحج فأمرها النبي أن تعتمر بعده 199
90 على عهد أبي بكر 201
91 على عهد الخليفة عمر 202
92 على عهد عثمان 207
93 على عهد الإمام علي (ع) 211
94 على عهد معاوية 211
95 على عهد عبد الله بن الزبير 215
96 محاججة ابن عباس وابن الزبير حول عمرة التمتع 216
97 احتجاج عروة بن الزبير مع ابن عباس 217
98 عروة ينهى عن عمرة التمتع 218
99 موقف ابن عمر 220
100 الأحاديث التي وضعت في سبيل تبرير موقف الخلفاء 223
101 علل الأحاديث 225
102 منشأ الخلاف والاختلاف وكيف يمكن رفعهما 233
103 حديث اتباع سنة الخلفاء الراشدين 233
104 علل الحديث 234
105 خلاصة البحث 236
106 ب - متعة النساء 242
107 نكاح المتعة في مصادر مدرسة الخلفاء 242
108 نكاح المتعة في الفقه الإمامي 243
109 نكاح المتعة في كتاب الله 244
110 نكاح المتعة في السنة 246
111 سبب نهي عمر عن المتعة 249
112 نكاح المتعة من بعد عمر 252
113 من بقى على القول بتحليل المتعة بعد تحريم عمر إياها 254
114 من تابع عمر في تحريم المتعة 255
115 الخلاف بين المحللين والمحرمين 255
116 بين ابن عباس وآخرين 257
117 بين عبد الله بن عمر وابن عباس 258
118 نشاط أتباع مدرسة الخلفاء في شأن المتعة أخيرا 259
119 نسخ حكم المتعة مرتين أو أكثر 271
120 خلاصة البحث 276
121 نكاح المتعة في كتاب الله 277
122 نكاح المتعة في السنة 277
123 كيف وجد التناقض في ما روي عن رسول الله (ص) 280
124 3 - الاجتهاد في القرن الثاني فما بعد واستنباط الاحكام من عمل الصحابة 281
125 الاجتهاد، حقيقته، تطوره، أدلة صحة العمل به 281
126 أهم أدلتهم على صحة الاجتهاد 282
127 أ - حديث معاذ 282
128 ب - حديث عمرو بن العاص 282
129 ج - كتاب عمر إلى أبي موسى الأشعري 283
130 مناقشتنا في صحة ما قالوا حول الاجتهاد 284
131 استخراج القواعد من عمل الصحابة 285
132 إمام الحنفية والعمل بالرأي 289
133 الفصل الرابع: القرآن والسنة هما مصدرا التشريع لدى مدرسة أهل البيت 299
134 أئمة أهل البيت (ع) لا يعتمدون الرأي في بيان الأحكام 301
135 أحاديث أئمة أهل البيت مسندة إلى الله ورسوله 301
136 توارث أئمة أهل البيت علومهم 302
137 اسناد أحاديثهم إلى جدهم الرسول (ص) 303
138 أمر النبي (ص) عليا (ع) بأن يكتب لشركائه الأئمة (ع) 306
139 اسم كتاب علي (ع) في الأحكام 310
140 كتاب الجفر ومصحف فاطمة (ع) 312
141 سلاح رسول الله (ص) وكتبه 313
142 وعاء ان فيهما مواريث الإمامة 316
143 كيف تداول الأئمة (ع) كتب العلم 319
144 الأئمة علي والحسنان والسجاد والباقر (ع) 319
145 الإمام علي بن الحسين (ع) خاصة 320
146 الإمام محمد الباقر (ع) خاصة 320
147 الإمام جعفر الصادق (ع) 321
148 الإمام موسى بن جعفر (ع) 322
149 الإمام علي بن موسى الرضا (ع) 322
150 رجوع أئمة أهل البيت (ع) إلى الكتب التي توارثوها 323
151 اشتهار إنباء الإمام الصادق (ع) عن نهاية أمر بني الحسن 327
152 نهاية أمر الأخوين 327
153 استشهاد الإمام الرضا (ع) بالجفر 328
154 رجوع الأئمة (ع) إلى كتاب علي الجامعة 335
155 من رأى كتاب علي (ع) من أصحاب الأئمة (ع) 339
156 الفصل الخامس: خلاصة بحوث المدرستين في مصادر الشريعة الاسلامية 361
157 أمثلة من اجتهادات الخلفاء في مقابل نصوص الكتاب والسنة 366
158 رواية الأحاديث تبريرا لفعل الخلفاء 369
159 السبيل إلى توحيد كلمة المسلمين 372