وعلى عهد معاوية، قال سعد لمعاوية: ان عمرة التمتع حسنة جميلة. فقال معاوية: ان عمر كان ينهى عنها.
وقال قائد جلاوزة معاوية: لا يفعل ذلك الا من جهل أمر الله واستشهد بنهي عمر عنها.
ووضع معاوية رواية عن لسان النبي (ص) انه نهى ان يقرن بين الحج والعمرة واستنشد الصحابة فأنكروا عليه فاصر عليها.
ويبدوا ان الارهاب كان شديدا على عهد معاوية فان الصحابي عمران بن حصين كتم أنفاسه حتى إذا كان في مرض موته أسر إلى من ائتمنه بعد ان اخذ عليه العهد ان يكتم عليه ان عاش، وأخبره بان الرسول جمع بين الحج والعمرة ثم لم ينه عنها ولم ينزل كتاب ينسخها حتى إذا توفى (ص) قال فيها رجل برأيه ما شاء أن يقول.
يوضح مجموع ما أوردناه عن هذا العهد انه امتاز على ما سبقه من العهود بأمرين:
أولهما بأنهم اتخذوا سنة عمر دينا يدينون به وانهم أعلنوا ذلك فان جلواز معاوية الضحاك يقول " لا يفعل ذلك الا من جهل أمر الله " واستشهد هو ومعاوية بنهي عمر عنها في مقابل استشهاد سعد بفعل رسول الله إياها.
ثانيهما بوضع الحديث عن لسان رسول الله في ما يؤيد سنة عمر. وبعد عهد معاوية استمر اتباع مدرسة الخلفاء على الامرين مثل ما فعله ابنا الزبير بمكة فإنهما نهيا عن عمرة التمتع واستشهدا بنهي أبي بكر وعمر عنها في مقابل ابن عباس من اتباع مدرسة الأئمة الذي كان يأمر بها ولما قالوا له: حتى متى تضلل الناس وتأمر بالعمرة في أشهر الحج وقد نهى عنها أبو بكر وعمر؟ قال ابن عباس أراهم سيهلكون، أقول: قال النبي، ويقولون: نهى أبو بكر وعمر، ويجري بين الطرفين خصومة شديدة وسباب، ويضع عروة حديثا يكذب فيه على رسول الله ومن صحبه ويقول: انهم أفردوا الحج ابدا في حجة الوداع وغيرها ويستشهد بأمه وخالته غير أنهما تقولان: اعتمرنا في حجة الوداع ويضع اتباع مدرسة الخلفاء بعد هذا العهد - أيضا - أحاديث على رسول الله وعلى علي بن أبي طالب انهما افراد الحج وامرا بافراده وعلى أبي ذر أنه قال: إن عمرة التمتع كانت لنا أصحاب رسول الله خاصة، إلى غير ذلك من الحديث الموضوع باتقان عجيب