وإن العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده، شرح صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم إلهاما، فلم يعي بعده بجواب، ولا يحير فيه عن الصواب، فهو معصوم مؤيد، موفق مسدد، قد أمن الخطايا والزلل والعثار، يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده، وشاهده على خلقه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه تعدوا - وبيت الله - الحق ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم، لا يعلمون وفي كتاب الله الهدى والشفاء، فنبذوه واتبعوا أهوائهم، فذمهم الله ومقتهم وأتعسهم فقال جل وتعالى: (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدى القوم الظالمين) (1) وقال: فتعسا لهم وأضل أعمالهم (2) وقال: (كبر مقتا عند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) (3) وصلى الله على النبي محمد وآله وسلم تسليما كثيرا (4).
36 - الصدوق - رحمه الله - قال: روى أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى عليهما السلام قال: للإمام علامات يكون أعلم الناس، وأحكم الناس، وأتقى الناس وأحلم الناس وأشجع الناس وأعبد الناس، وأسخى الناس، ويولد مختونا ويكون مطهرا ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه ولا يكون له ظل وإذ وقع على الأرض من بطن أمه وقع على راحتيه