إن المنايا أنالته مخالبها * ودونه عسكر جم الكراديس أو في عليه الردي في خيس أشبله * والموت يلقى أبا الأشبال في الخيس ما زال مقتبسا من نور والده * إلى النبي ضياء غير مقبوس في منبت نهضت فيه فروعهم * بباسق في بطاع الملك مغروس والفرع لا يرتقى إلا على ثقة * من القواعد والدنيا بتأسيس لا يوم أولى بتخريق الجيوب ولا لطم الخدود ولا جدع المعاطيس من يوم طوس الذي نادت بروعته * لنا النعاة وأغواه القراطيس حقا بأن الرضا أودى الزمان به ما يطلب الموت إلا كل منفوس ذا اللحظتين وذا اليومين مفترش * رمسا كآخر في يومين مرموس بمطلع الشمس وافته منيته * ما كان يوم الردى عنه بمحبوس يا نازلا جد ثاني غير منزله * ويا فريسة يوم غير مفروس لبست ثوب البلى أعزز على به * لبسا جديدا وثوبا غير محبوس صلى عليك الذي قد كنت تعبده * تحت الهواجر في تلك الأماليس لولا مناقصة الدنيا محاسنها * لما تقابسها أهل المقابيس أحلك الله دارا غير زائلة * في منزل برسول الله مأنوس الصدوق - رحمه الله - قال حدثنا أحمد بن يحيى المكتب، قال: حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الوراق، قال: حدثنا علي بن هارون الحميري، قال: حدثنا علي بن محمد بن سلمان النوفلي قال: إن المأمون لما جعل علي بن موسى الرضا عليه السلام ولي عهده وإن الشعراء قصدوا المأمون ووصلهم بأموال جمة حين مدحوا الرضا عليه السلام وصوبوا رأى المأمون في الأشعار دون أبي نواس فإنه لم يقصده ولم يحمده ودخل على المأمون فقال له: يا أبا نواس قد علمت مكان علي بن موسى الرضا مني و ما أكرمته به، فلما ذا أخرته مدحه وأنت شاعر زمانك وقريع دهرك، فأنشد يقول:
(من حياة الإمام الرضا ١٧٩)