العلي العظيم هذا وقد سمع إن ولده قد فقد فغشي عليه ساعد الله قلب الحسين (ع) يوم وقف على رأس ولده علي ونظر إليه وهو مشقوق الرأس فهوى عليه وجلس وأخذ رأسه وتركه في حجره ووضع خده على خده وصاح ولدي على الدنيا بعدك العفا.
ثم صعد عبد المطلب على الكعبة ونادى يا آل غالب ويا آل عدنان ويا آل نزار ويا آل كنانة فأجتمع عليه رؤساء بطون مكة وقريش وقال: إن ولدي محمدا فقد فقد ولا نراه منذ أمس فتسلحوا وركبوا فركب معه عشرة آلاف وا عجباه يوم ينادي عبد المطلب ويهتف بعشيرته فيجيبه عشرة آلاف ويوم يقف ولده الغريب أبو عبد الله وينادي هل من ناصر ينصرنا ولا يرى مجيبا ولا ناصرا.
وخرجن مع عبد المطلب جميع المخدرات إلى حي بني سعد وهم يبكون رحمة لعبد المطلب فلما وصل عبد المطلب إلى حي بني سعد وهم يبكون قال: لئن رجعت إلى مكة وأنا ما وجدته لا أدع يهوديا ولا نصرانيا ولا أحدا مما أتهمه بمحمد (ص) وأقبل من اليمن أبو مسعود الثقفي وجماعة وجازوا على الطريق الذي فيه محمدا وإذا بالشجرة نابتة في الوادي فقالوا لم نعهد ها هنا شجرة نابتة فذهبوا إليها وتركوا الطريق فرأوا تحتها غلاما كأنه القمر يا ليت نبتت شجرة مثل تلك الشجرة على ولده الغريب يوم عاشوراء لما بقي مطروحا على رمضاء كربلا والشمس تصهره مع تلك الجراحات نعم يقول الكعبي:
وتظله شجر القنا حتى أبت * ارسال هاجرة إليه بريدا فلما رأوا ذلك البدر المنير قالوا: ما هو إلا جني أو من الملائكة فقالوا: من أنت يا غلام؟ قال: انا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف فقالوا: كيف وقعت ها هنا فقص عليهم القصة فحمله أبو مسعود على فرسه حتى بلغوا قريبا من حي بني سعد، فلما رآه جده نزل عن فرسه، وقال: أين كنت يا ولدي وقد عزمت أن أقتل أهل مكة فقص عليهم القصة وفرح عبد المطلب فرحا شديدا ودخل مكة ودفع إلى أبي مسعود خمسين ناقة، وأعطى أولاد حليمة وأبيها وزوجها أموالا وترك النبي (ص) عنده في مكة ثم كان من شأن النبي (ص) ما كان إلى أن مات عبد المطلب وبعث النبي (ص) ومضت على النبي مدة من الزمان لم ير حليمة ولم يشهد أحدا من أولادها حتى كان يوم حنين وقدموا بين يديه شيماء إحدى أخوته من حليمة، وذلك إن المسلمين هجموا على خبائها فصاحت يا معشر المسلمين أتهجمون على أخت نبيكم؟ قالوا: ومن أنت قالت: