دخلت فاطمة الكعبة ألقيت الأصنام وخرت لوجهها فمسحت فاطمة على بطنها وقالت:
يا قرة العين سجدت لك الأصنام داخلا وكيف شأنك خارجا، ولما تم مدة حمله وخرجت فاطمة لتطوف بالكعبة وهي متعلقة بأستار الكعبة إذ أخذها الطلق فاضطربت ورفعت رأسها إلى السماء ودعت بدعوات كما قال يزيد بن قعنب: كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب، وفريق من بني عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين وكانت حاملة به لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق فقالت: رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، واني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل وإنه بنى البيت العتيق وبحق المولود الذي الذي في بطني لما يسرت علي ولادته قال يزيد بن قعنب:
فرأينا البيت وقد أنفتح عن ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا والتزق الحائط فرمنا إن يفتح لنا قفل البيت فلم ينفتح فعلمنا إن ذلك من أمر الله عز وجل، ثم خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين (ع) ثم قالت: إني فضلت على من تقدمني من النساء لان آسية بنت مزاحم عبدت الله عز وجل سرا في موضع لا يجب أن يعبد الله إلا اضطرارا، وإن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا وإني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة وأوراقها فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف يا فاطمة سميه عليا فهو علي، والله العلي الاعلى يقول: إني شققت اسمه من اسمي وأدبته من أدبي وأوقفته على غامض علي، وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدسني ويمجدني، فطوبى لمن أحبه وأطاعه، فالولد الطاهر من النسل الطاهر ولد في الموضع الطاهر لان أشرف البقاع الحرم، وأشرف أمكنة الحرم المسجد، وأشرف بقاع المسجد الكعبة ولم يولد فيه مولود سوى أمير المؤمنين (ع):
ولدته في حرم الاله وأمنه * والبيت حيث فناه والمسجد بيضاء طاهرة الثياب كريمة * طابت وطاب وليدها والمولد في ليلة غابت نحوس نجومها * وبدت من القمر المنير الأسعد ما لف في خرق القوابل مثله * إلا ابن آمنة النبي محمد فلما خرجت فاطمة استقبلها أبو طالب ودنى منه قال علي (ع): السلام عليك يا أبتاه ورحمة الله وبركاته ثم جاءت فاطمة حتى دخلت على رسول الله فعند ذلك فتح علي عينيه في وجه رسول الله (ص) وسلم عليه وقال (ع): أقرأ قال (ص) أقرأ يا قرة