عيني فشرع بسم الله الرحمن الرحيم (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلواتهم خاشعون) فقال رسول الله: قد أفلحوا بك أنت والله أميرهم، تميرهم من علمك فيمتارون وأنت والله دليلهم وبك والله يهتدون. ثم قال رسول الله (ص) لفاطمة: اذهبي إلى عمه حمزة فبشريه فقالت: وإذا خرجت أنا فمن يرويه قال: أنا أرويه فقالت فاطمة: أنت ترويه؟ قال:
نعم ثم وضع رسول الله (ص) لسانه في فيه فانفجرت اثنتي عشر عينا كما إن النبي أيضا وضع لسانه الشريف في فم الحسين (ع) وجعل يمصه حتى نبت لحمه من لحم رسول الله ودمه من دم رسول الله (ص) الخ.
فلما إن رجعت فاطمة بنت أسد رأت نورا قد أرتفع من علي إلى عنان السماء ثم شدته وقمطته بقماط فبتر القماط فأخذت قماطا جيدا فشدته به فبتر القماط ثم جعلته قماطين فبترهما فجعلته ثلاثة فبترهما فجعلته أربعة من رق مصر لصلابته فبترها فجعلته خمسة أقماط ديباج لصلابته فبترها كلها فجعلته ستة من ديباج وواحد من الادم، فتمطى فيها فقطعها كلها بإذن الله ثم قال: يا أماه لا تشدي يدي فأني أحتاج أبصبص لربي بإصبعي فقال أبو طالب: إنه سيكون له شأن ونبأ فلما كان من الغد دخل رسول الله (ص) فلما بصر به ضحك في وجهه وجعل يشير يعني أعطني ما أعطيتني البارحة فقالت فاطمة:
عرفه ورب الكعبة فلما كان اليوم الثالث أذن أبو طالب للناس أذنا عاما ونادى المنادي هلموا إلى وليمة علي بن أبي طالب، ونحر ثلاثمائة من الإبل والف رأس من البقر والغنم واتخذ وليمة وقال: هلموا وطوفوا بالبيت سبعا وأدخلوا على علي (ع) وسلموا على ولدي ففعل الناس ذلك.
وفي رواية لما ولد علي (ع) أخذ أبو طالب بيد فاطمة وعلى علي صدره وخرج إلى الأبطح ونادى يا رب:
يا رب يا ذا الغسق الدجى * والقمر المبتلج المضي بين لنا من حكمك المقضي * ماذا ترى في اسم ذا الصبي فظهر شئ على الأرض كالسحاب فطمه أبو طالب مع علي إلى صدره ورجع فلما أصبح الصباح إذ هو لوح أخضر مكتوب فيه:
خصصتما بالولد الزكي * والطاهر المنتجب الرضي فاسمه من شامخ علي * علي اشتق من العلي