فعلقوا اللوح في الكعبة وما زال هناك حتى أخذها هشام بن عبد الملك، وفي خبر طويل في البحار أخذنا موضع الحاجة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل خلقني وعليا من نور واحد، إنا كنا في صلب آدم نسبح الله عز وجل ثم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء، يسمع تسبيحنا في الظهور والبطون في كل عهد وعصر إلى عبد المطلب، وان نورنا كان يظهر في وجوه آبائنا وأمهاتنا حتى يتبين، وأسمائنا مخطوط بالنور على جباههم. ثم افترق نورنا فصار نصفه في عبد الله ونصفه في أبي طالب عمي وكان يسمع تسبيحنا من ظهورهما، وكان أبي وعمي إذا جلسا في ملا من قريش تلألأ النور في وجوههما حتى إن الهوام والسباع ليسلمان عليهما لأجل نورهما إلى أن خرجنا من أصلاب أبوينا وبطون أمهاتنا، ولقد هبط علي حبيبي جبرئيل في وقت ولادة علي (ع) وقال: يا حبيب الله العلي الاعلى يقرأ عليك السلام ويهنيك بولادة أخيك ووزيرك وصنوك وخليفتك ومن شددت به أزرك، وأعلنت به ذكرك فقم إليه واستقبله بيدك اليمني فإنه من أصحاب اليمين وشيعته الغر المحجلون فقمت مبادرا فوجدت فاطمة بنت أسد أم علي (ع)، وقد جائها المخاض وهي بين النساء والقوابل حولها فقال:
حبيبي جبرئيل يا محمد تسجف بينهن وبينك سجافا، فإذا وضعت أمه بعلي تلقاه ففعلت ما أمرت به.
ثم قال لي: أمدد يدك يا محمد فمددت يدي اليمنى نحو أمه فإذا أنا بعلي (ع) على يدي واضعا يده اليمنى في أذنه اليمنى وهو يؤذن ويقيم بالحنفية، ويشهد بوحدانية الله عز وجل وبرسالاتي ثم أثنى إلي وقال: السلام عليك يا رسول الله ثم قال لي: أقرأ يا رسول الله قلت: أقرأ ثم قرأ صحف آدم وصحف نوح وصحف إبراهيم وتوراة موسى وزبور داود، وإنجيل عيسى، والذي نفس محمد بيده لو حضروا لأقروا بأنه أحفظ لها منهم ثم قرأ القرآن الذي أنزل الله علي من أوله إلى آخره فوجدته يحفظ كحفظي له الساعة من غير إن أسمع منه آية، ثم خاطبني وخاطبته بما يخاطب الأنبياء الأوصياء ثم عاد إلى طفوليته، وهكذا أحد عشر إماما من نسله إلى آخر الخبر.
ولما ولد علي (ع) كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثون سنة وأحبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حبا شديدا وقال لامه: اجعلي مهده بقرب فراشي، وكان رسول الله (ص) يلي أكثر تربيته