جرحك؟ فيقول علي بن أبي طالب فإذا قالها مات. ومن المقتولين بيد أمير المؤمنين:
الوليد بن عتبة، وكان شجاعا جريا. ومنهم: العاص بن سعيد، ومنهم حنظلة ابن أبي سفيان، ومنهم نوفل بن خويلد وكان من شياطين قريش، فأول من برز من قريش عتبة ومعه أخوه شيبة وابنه الوليد، ولقد اعتم بعمامتين على رأسه لأنهم طلبوا له بيضة تسع رأسه فلم يجدوها لعظم هامته ثم اخذ عتبة سيفه وتقدم هو واخوه وابنه ونادى يا محمد اخرج فلم يجدوها لعظم هامته ثم اخذ عتبة سيفه وتقدم هو واخوه وابنه بنو عفر فقال عتبة: من أنتم؟ فانتسبوا لنعرفكم فقالوا: نحن بنو عفر أنصار الله وأنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ارجعوا إنا لسنا إياكم، نزيد الأكفاء من قريش فبعث إليهم رسول الله أن ارجعوا فرجعوا وكره أن يكون القتال بالأنصار فرجعوا ووقفوا موقفهم، ثم نظر رسول الله (ص) إلى عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وكان له سبعون سنة فقال له: قم يا عم ثم نظر إلى علي (ع) وقال له: قم يا علي وكان أصغر القوم فقال: فاطلبوا بحقكم الذي جعله الله لكم فقد جاءت قريش بخيلائها وفخرها تريد أن تطفي نور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره، ثم قال رسول الله (ص) يا عبيدة عليك بعتبة، وقال لحمزة: عليك بشيبة، وقال لعلي عليك بالوليد بن عتبة فمروا حتى انتهوا إلى القوم فقال عتبة: من أنتم انتسبوا لنعرفكم؟ فقال عبيدة: انا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب فقال: كفو كريم فمن هذان؟ فقال: حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب فقال: كفوان كريمان لعن الله من أوقفنا وإياكم هذا الموقف - عني بذلك أبا جهلا - لان أبا جهل كان يشجع قريشا ويحرضهم على القتال وعتبة كان يمنعهم.
ولما بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى قريش وقال: يا معشر قريش ما أجد من العرب أبغض إلي من إن أبدا بكم، فخلوني والعرب وإن أك صادقا فأنتم أعلائي عينا وإن أك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمري فارجعوا.
فقال عتبة: والله ما أفلح قوم قط رد هذا، ثم ركب جملا له أحمر فنظر إليه رسول الله (ص) يجول في العسكر وينهى عن القتال فقال: أن يكن عند أحد خير فعند صاحب الجمل الأحمر أن تطيعوه ترشدوا، فأقبل عتبة يقول: يا معشر قريش