أن للجنة ثمانية أبواب كلها تفتح وتغلق إلا باب التوبة، فإن عليها ملكا موكلا به لا يغلق وفي الحديث: لو لم تذنبوا لخلق الله تعالى خلقا يذنبون فيغفر لهم وورد في بعض التفاسير في تفسير قوله تعالى: (إنه كان للأوابين غفورا) أن الأواب هو رجل يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب. قيل لاعرابي: كيف حالك؟ فقال: بخير أمزق ديني بالذنوب وأرقعه بالاستغفار:
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا * فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع فطوبى لعبد آثر الله ربه * وجاد بدنياه لما يتوقع قال إبراهيم الأدهم: خلالي المطاف ليلة وكانت مظلمة مدلهمة فوقفت بالملتزم وقلت يا رب اعصمني حتى لا أعصيك ابدا فهتف بي هاتف من البيت يا إبراهيم أنت تسألني العصمة وكل عبادي المؤمنون يطلبون ذلك، فإذا عصمتهم فعلى من أتفضل، ولمن أغفر ومن هذا أخذ الخيام يقول بالفارسية:
ابادى خرابات زمى خوردن ما است * خون دو هزار توبه در گردن ما است گر من نكنم كناه رحمت كه كند * آرايش رحمت از كنه كردن ما است أقول: وأن الله تبارك وتعالى قد وعد القبول ووصف نفسه بقوله: غافر الذنب وقابل التوبة، لكنه كما قال: شديد العقاب، ولا ينبغي أن يكون العبد مصرا على الذنب لأنه وإن لم يذنب في يومه إلا ذنب واحد فيصير في شهره ثلاثين ذنبا ويصير في السنة ثلاثمائة وستون ذنبا.
روى أن زاهدا محاسبا لنفسه في أكثر أوقاته ليله ونهاره فحسب يوما ما مضى من عمره فإذا هو ستون سنة فحسب أيامه فكانت إحدى وعشرون الف يوم وخمسمائة يوم فقال يا ويلتي القي مالكا بإحدى وعشرون الف ذنب ثم صعق صعقة كانت فيها نفسه.
(وفي الارشاد للديلمي) إذا أذنب العبد كان نقطة سوداء على قلبه، فان هو تاب واقلع واستغفر صفا قلبه منها، وإن هو لم يتب ولم يستغفر كان الذنب على الذنب والسواد على السواد حتى يغمر القلب فيموت بكثرة غطاء الذنوب عليه وذلك قوله تعالى:
(بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) يعني: الغطاء.
فالعاقل إذا صدر منه ذنب فينبغي أن يتوب منه ويستغفر حقيقة الاستغفار سمع أمير المؤمنين (ع) رجلا يقول: استغفر الله فقال: ثكلتك أمك أو تدري ما حد