فقالت: جئتني زائرا أم قابضا؟ قال: بل جئتك قابضا فبكت وقالت: أمهلني حتى يجئ ولدي عيسى فقال: لم أومر بذلك فقبض روحها، ولما جاءها عيسى (ع) وعلم بموتها بكى وهبط من الجبل إلى قرية من قرى بني إسرائيل فنادى بصوت حزين السلام عليكم، وأضاء وجهه لهم، قالوا له: من أنت؟ قال:
أنا روح الله عيسى بن مريم أن أمي ماتت غريبة فأعينوني على غسلها وكفنها ودفنها فقالوا: يا روح الله ان هذا الجبل كثير الأفاعي والحيات لم يسلكه آباؤنا وأجدادنا منذ ثلاثمائة سنة، فهذا الحنوط والكفن فسر، فتولى عيسى " ع " غسلها فردا فرأى جبرئيل وميكائيل، وهبطت الحور العين فتولوا أمرها، فلما كفنها عيسى رمى بنفسه عليها وهو يبكى حتى بكى الملائكة من بكائه فجاء جبرئيل ورفعه، بكى الملائكة من بكاء عيسى وأعظم من ذلك على الملائكة يوم أقبل الحسنان ووقعا على صدر أمهما وهما يناديان، يا أم الحسن ويا أم الحسين إذا لقيت جدنا رسول الله فاقرئيه السلام، الخ.
مقدمة (في الكافي) عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر " ع " يقول: قال رسول الله (ص): من سر مؤمنا فقد سرني، ومن سرني فقد سر الله تعالى.
وفيه عن الصادق " ع " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب الأعمال إلى الله عز وجل ادخال السرور على المؤمنين، اشباع جوعته أو تنفيس كربته، أو قضاء دينه وفيه عنه أوحى الله إلى داود ان العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي، وقال داود: يا رب وما تلك الحسنة؟ قال: يدخل على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة قال داود: يا رب حق لمن عرفك ان لا يقطع رجاءه منك.
وفيه عنه " ع ": إذا خرج المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه امامه كلما رأى المؤمن هولا من أهوال يوم القيامة قال له المثال: لا تفزع ولا تحزن، وأبشر بالسرور والكرامة من الله عز وجل حتى يقف بين يدي الله عز وجل فتحاسبه حسابا يسيرا ويأمر به إلى الجنة والمثال امامه فيقول له المؤمن: رحمك الله نعم الخارج خرجت معي من قبري وما زلت تبشرني بالسرور والكرامة حتى رأيت ذلك فيقول فمن أنت؟ فيقول انا السرور الذي أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا خلقني الله عز وجل منه لأبشرك، بيان