الله عليه وآله ليلة في عام فتح مكة، فقالوا: يا رسول الله، أما كان من سنة الأنبياء أنهم إذا استقام أمرهم أن يوصي إلى وصي أو من يقوم مقامه بعده ويأمره بأمره و يسير في الأمة كسيرته؟
فقال صلى الله عليه وآله: قد وعدني ربي بذلك أن يبين ربي عز وجل من يحب انه من الأمة بعدي من هو الخليفة على أمتي بآية تنزل من السماء ليعلموا الوصي بعدي.
فلما صلى بهم صلاة العشاء الآخرة في تلك الساعة نظروا الناس السماء لينظروا ما يكون وكانت ليلة ظلماء ولا قمر فيها، وإذا بضوء عظيم قد أضاء المشرق والمغرب، وقد نزل نجم من السماء إلى الأرض وجعل يدور على الدور حتى وقف على حجرة علي بن أبي طالب وله شعاع هائل وصار على الحجرة كالغطاء على التنور وقد أطل شعاعه الدور وقد فرغ الناس فجعل الناس يهللون ويكبرون، وقالوا: يا رسول الله، نجم قد نزل من السماء على ذروة حجرة علي بن أبي طالب عليه السلام.
قال: فقام وقال: هو والله الامام من بعدي، والوصي والقائم بأمره، فأطيعوه ولا تخالفوه، وقدموه ولا تتقدموه، فهو خليفة الله في أرضه.
فقال واحد من المنافقين: ما يقول في ابن عمه إلا بالهوى، وقد ركبته الغواية حتى لو تمكن أن يجعله نبيا لفعل.
قال: فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد العلي العلى يقرئك السلام ويقول لك: اقرأ * (بسم الله الرحمن الرحيم والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) * (1) (2)