عوالي اللئالي - ابن أبي جمهور الأحسائي - ج ٣ - الصفحة ١٨٩
ولا نهيا عن منكر الا إذا آمنوا الضرر، يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير، يتبعون زلات العلماء والافساد عليهم يقبلون على الصلاة والصيام ما لم يضر بهم في نفس أو مال، ولو أضرت الصلاة بساير ما يعملون بأموالهم وأبنائهم لرفضوها كما رفضوا أتم الفرائض وأشرفها.
ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة، بها تقام الفرائض هنالك يتم غضب ربهم عليهم، فيعمهم بعقابه، فيهلك الأبرار في ديار الفجار والصغار في ديار الكبار. ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومناهج الصالحين، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، وتأمن المذاهب، وتحل المكاسب، وترد المظالم، وتعمر الأرض، وينتصف من الأعداء، ويستقيم الامر، فأنكروا بقلوبكم، والفظوا بألسنتكم، وصكوا بها جباههم، ولا تخافوا في الله لومة لائم، فان اتعظوا والى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم ﴿إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم﴾ (1) فجاهدوهم بأيديكم وابغضوهم بقلوبكم، غير طالبين سلطانا، ولا باغين مالا، ولا مريدين بالظلم ظفرا، حتى تفيئوا إلى أمر الله، ويمضوا على طاعته) (2).
(26) وقال الصادق عليه السلام: (ما قدست أمة لم تأخذ لضعيفها من قويها بحقه غير متصنع) (3).
(27) وقال عليه السلام: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق

(١) سورة الشورى: ٤٢.
(٢) التهذيب: ٦، كتاب الجهاد وسيرة الإمام عليه السلام، باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، حديث ٢١.
(٣) التهذيب: ٦، كتاب الجهاد وسيرة الإمام عليه السلام، باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، حديث 20.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست