نازلة قط الا دعاه ثقة به وما أطاق عمل رسول الله صلى الله عليه وآله من هذه الأمة غيره وإن كان ليعمل عمل رجل كان وجهه بين الجنة والنار يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه ولقد أعتق من ماله الف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار مما كد بيديه ورشح منه جبينه وكان يقوت أهله بالزيت والخل والعجوة وما كان لباسه الا الكرابيس إذا فضل شئ عن يده من كمه دعى بالجلم فقصه وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبها به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين عليهما السلام ولقد دخل ابنه أبو جعفر فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد فرآه قد اصفر لونه من السهر ورمصت عيناه من البكاء ودبرت أي قرح جبهته وانحزم انفه من السجود
(١٦٦)