اجعله رجلا من الأنصار وكتمته إذ جاء علي فقال: من هذا يا انس قلت علي فقام مستبشرا واعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه فقال علي يا رسول الله لقد رأيتك صنعت بي شيئا ما صنعته بي قبل، قال: وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي وهذا من قول الله عز وجل وما أنزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه فأقام على بيان ذلك. وقد تقدم حديث الوصية في بيعته العشيرة بالاتفاق. واستدل بالحساب على أنه وصى فقالوا علي بن أبي طالب ميزانه في الحساب. أعز الأوصياء لاتفاقهما في مائتين وسبعة عشر ومن كلام الصاحب صنوه الذي وأخاه واجابه حين دعاه وصدقه قبل الناس ولباه وساعده وواساه وشيد الدين وبناه وهزم الشرك وأخزاه وبنفسه على الفراش فداه ومانع عنه وحماه وأرغم ما عانده وقلاه وغسله وواراه وادى دينه وقضاه وقام بجميع ما أوصاه ذلك أمير المؤمنين لا سواه.
وقال ابن حماد:
أوصى النبي وفيها مقنع لهم * لو لم يكونوا له بالبهت غصابا وقال أنت كهارون الخليفة من * موسى على قومه بالحق إذ غابا وقال أنت أخي إذ كان بينهم * أخي وقارب اشباها واضرابا وقال في يوم نجران أباهلهم * بأكرم الخلق أخوالا وأحسابا انا مدينة علم الله وهو لها * باب فمن رامها فليقصد البابا وقال إني سأعطيها غدا رجلا * ما كان في الحرب فرارا وهيابا والاجماع في حديث ابن عباس في وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله قال النبي: يا عباس يا عم رسول الله تقبل وصيتي وتنجز عدتي وتقضي ديني فقال العباس: يا رسول الله عمك شيخ كبير ذو عيال كثير وأنت تباري الريح سخاء وكرما وعليك وعد لا ينهض به عمك فاقبل على علي فقال: تقبل وصيتي وتنجز عدتي وتقضي ديني فقال نعم يا رسول الله، فقال ادن مني فدنا منه وضمه إليه ونزع خاتمه من يده وقال له خذ هذا فضعه في يدك، ودعا بسيفه ودرعه، ويروى: ان جبرئيل نزل بها من السماء فجئ بها إليه فدفعها إلى علي عليه السلام فقال: اقبض هذا في حياتي ودفع إليه بغلته وسرجها " المناقب ج 2، م 31 "