ولمنصور النمري قوله كرهن من الشيب الذي لو رأينه * بهن رأيت الطرف عنهن أزورا وقول الآخر أرى شيب الرجال من الغواني * كموقع شيبهن من الرجال . وقال أبو تمام شاب رأسي وما رأيت مشيب الرأس * إلا من فضل شيب الفؤاد وكذاك القلوب في كل بؤس * ونعيم طلائع الأجساد طال إنكاري البياض وإن عمرت * شيبا أنكرت لون السواد زادني شخصه بطلعة ضيم * عمرت مجلسي من العواد نال رأسي من ثغرة الهم داء * لم ينله من ثغرة الميلاد ومعنى هذا البيت الأخير ان - الثغرة - وهي الفرجة والثلمة تكون في الشئ ولذلك سمى كل بلد جاور عدوا ثغرا كأن معناه مكشوف للعدو ويجوز أن يكون أصله من ثغر الانسان لأنه أول ما يقابلك من أسنانه وأول ما يظهر عند الكلام وأول ما يسقط فيرى مثلوما فيشبه الثغر الذي هو البلدة به ويقال أثغر الصبي وأتغر وتسمي تلك الفرجة في موضع
(٦٩)