الإجابة هي الثواب والجزاء على ذلك فكأنه قال إنني أثيب العباد على دعائهم لي وهذا مما لا اختصاص فيه. وخامسها ما قاله قوم من أن معنى الآية أن العبد إذا سأل الله تعالى شيئا في إعطائه صلاح فعل به وأجابه إليه وان لم يكن في إعطائه إياه في الدنيا صلاح وخير لم يعطه ذلك في الدنيا وأعطاه إياه في الآخرة فهو مجيب لدعائه على كل حال. وسادسها انه تعالى إذا دعاه العبد لم يخل من أحد أمرين إما أن يجاب دعاؤه وإما أن يخاب له بصرفه عما سأل ودعا فحسن اختيار الله له يقوم مقام الإجابة فكأنه يجاب على كل حال وهذا الجواب يضعف لأن العبد ربما سأل ما فيه صلاح ومنفعة له في الدنيا وإن كان فيه فساد في الدين لغيره فلا يعطى ذلك لأمر يرجع إليه لكن لما فيه من فساد غيره فكيف يكون مجابا مع المنع الذي لا يرجع إليه منه شئ من الصلاح اللهم إلا أن يقال إنه دعاء مشروط بأن يكون صلاحا ولا يكون فسادا وهذا مما تقدم ومعنى قول تعالى (فليستجيبوا لي) أي فليجيبوني وليصدقوا رسلي. قال الشاعر وداع دعا يا من يجيب إلى الندى * فلم يستجبه عند ذاك مجيب فقلت ادع أخرى وارفع الصوت ثانيا * لعل أبي المغوار منك قريب (1)
(٦٠)