اللواتي عبنه غير هاتين المرأتين فيكون من أشفق عليه من الشيب منهن وأسف على شبابه بكى كما قال الأخطل لما رأت بدل الشباب بكت له * إن المشيب لأرذل الأبدال ولم يكن هذه حال من عابه قال وهذا مستقيم صحيح. [قال الشريف المرتضى] رضي الله عنه وليس يحتاج في العذر لأبي تمام إلى ما تكلفه الآمدي بل المناقضة زائلة عنه على كل حال. وإن كان من قد بكي شبابه وتلهف عليه من النساء هن اللواتي أنكرن مشيبه وعبنه به وما المنكر من ذلك وكيف يتناقض أن يبكي على شبابه ونزول شيبه منهن من رأى الشيب ذنبا وعيبا منكرا وفي هذا غاية المطابقة لأنه لا يبكى الشيب ويجزع من حلوله وفراق الشباب إلا من رآه منكرا ومعيبا. وقال أبو تمام راحت غواني الحي عنك غوانيا * يلبسن نأيا تارة وصدودا من كل سابغة الشباب إذا بدت * تركت عميد القريتين عميدا أربين بالمرد الغظارف بدنا * غيدا ألفنهم لدانا غيدا أحلى الرجال من النساء مواقعا * من كان أشبههم بهن خدودا أو قوله - أربين بالمرد - من أرب بالشئ إذا لزمه وأقام عليه يقال أرب وألب بالمكان إذا أقام فيه ولزمه يريد انهن لزمن هوى المرد وأقمن عليه. ورواه قوم أربين بالمرد من الربا الذي معناه الزيادة يقال قد أربا الرجل إذا ازداد فيقول أربين بالمرد أي ازددن علينا بهم وجعلن المرد زيادة اخترنها علينا. ويقال انه أخذ قوله - أحلى الرجال من النساء - البيت من قول الأعشى وأرى الغواني لا يواصلن امرأ * فقد الشباب وقد يصلن الأمردا (1)
(٦٨)