فقلنا لها سرا فديناك لا يرخ * سليما وإن لم تقتليه فألممي فحدث القاسم ابن فراس بما جرى وكان أعدى الناس لابن الرومي وقد هجاه بأهاج قبيحة فقال له الوزير أعزه الله أشار بان يغتال حتى يستراح منه وأنا أكفيك ذلك فسمه في الخشكنانج فمات.. قال الباقطاني والناس يقولون ما قتله ابن فراس وإنما قتله عبيد الله .. قال ابن الرومي لما رجع إلى داره وقد دب السم في أعضائه شعرا أشرب الماء إذا ما تلتهب * نار أحشائي لإطفاء اللهب فأراه زائدا في حرقتي * فكان الماء للنار حطب وذكر محمد بن يزيد المبرد قال مما يفضل لتخلصه من التكليف وسلامته من التزيد وبعده من الاستعانة قول أبي حية رمتني وستر الله بيني وبينها * عشية آرام الكناس رميم ألا رب يوم لو رمتني رميتها * ولكن عهدي بالنضال قديم [قال المرتضي] رضي الله عنه وقد روى هذان البيتان لنصيب في غير رواية المبرد قال المبرد يقول رمتني وأصابتني بمحاسنها ولو كنت شابا لرميت كما رمت وفتنت كما فتنت ولكن عهدي قد تطاول بالشباب وهذا كلام واضح.. وأما الاستعانة فهي أن يدخل في الكلام ما لا حاجة بالمستمع إليه ليصحح وزنا أو نظما.. قال ومما يختار من قول أبى حية أيضا ألاحي من أجل الحبيب المغانيا * لبسن البلى مما لبسن اللياليا (1) إذا ما تقاضى المرء يوم وليلة * تقاضاه شئ لا يمل التقاضيا
(١٠٢)