.. ومثل ذلك قول بعضهم في واصل ويجعل البر قمحا في تكلمه * وجانب الراء حتى احتال للشعر ولم يقل مطرا والقول يعجله * فعاذ بالغيث إشفاقا من المطر فلما أظهر بشار مذاهبه هتف به واصل فقام بذكره وتكفيره وقعد فقال بشار فيه مالي أشايع غزالا له عنق * كنقنق الدو إن ولى وإن مثلا عنق الزرافة ما بالي وبالكم * تكفرون رجالا أكفروا رجلا فلما تتابع على واصل ما يشهد بالحاده قال عند ذلك أما لهذا الأعمى الملحد أما لهذا المشنف المكنى بأبي معاذ من يقتله أما والله لولا أن الغيلة سجية من سجايا الغالية لدسست إليه من يبعج بطنه في جوف منزله على مضجعه أو في يوم حفلة ثم كان لا يتولى ذلك إلا عقيلي أو سدوسي (1) فعدل واصل بن عطاء من الضرير إلى الأعمى ومن الكافر إلى الملحد ومن المرعث إلى المشنف ومن بشار إلى أبي معاذ ومن الفراش إلى المضجع .. وزاد قوم فقالوا ومن أرسلت إلى دسست ومن يبقر إلى يبعج ومن داره إلى منزله ومن المغيرية إلى الغالية والأول أشبه بان يكون مقصودا وما ذكر ثانيا فقد يتفق استعماله من غير عدول عن استعمال الراء.. فأما قوله لا يتولى ذلك الا عقيلي فلأن بشارا كان مولى لهم وذكره بني سدوس لأن بشار كان ينزل فيهم فأما لقب بشار بالمرعث فقد قيل فيه ثلاثة أقوال. أحدها انه لقب بذلك لبيت قاله وهو قال ريم مرعث فاتر الطرف والنظر
(٩٧)