مع المخالفين على اختلاف فرقهم من معتزلة ومرجئة وأشعرية ومحكمة (1) ومع بعض الفرق المنتحلة للتشيع كالزيدية والواقفة وغيرهم كما يشهد به أخبار مجالسه المحفوظة في فنون الكلام.
(١) وهم الذين خرجوا على أمير المؤمنين - عليه السلام - عند التحكيم وكان شعارهم: لا حكم إلا الله، ولذلك سماهم الناس بالخوارج والمحكمة.
قال الأمير العلامة أبو سعيد نشوان بن سعيد الحميري اليمني المتوفى سنة ٥٧٣ ه في كتاب (الحور العين - ص ٢٠١ ط مصر ١٩٤٨ م): ومن أسمائهم (يعني الخوارج) المحكمة، سموا بذلك لإنكارهم التحكيم في صفين، وقالوا لا حكم إلا لله. ومن أسمائهم المارقة وهم لا يرضون بهذا الاسم ويرضون بسائر الأسماء، وكان منهم عبد الرحمن بن ملجم المرادي قاتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. قال عمران بن حطان الخارجي الشاعر من بني سدوس، بمدح عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله:
يا ضربة من تقي ما أراد بها * إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا إني لأذكره حينا فأحسبه * أوفى البرية عند الله ميزانا أكرم بقوم بطون الطير قبرهم * لم يخلطوا دينهم بغيا وعدوانا فبلغت الأبيات القاضي أبا الطيب الطبري فقال:
يا ضربة من شقي ما أراد بها * إلا ليهدم من ذي العرش بنيانا إني لأبرأ مما أنت قائله * عن ابن ملجم الملعون بهتانا إني لأذكره يوما فألعنه * وألعن الدهر عمران بن حطانا عليك ثم عليه الدهر متصلا * لعائن الله إسرارا وإعلانا فأنتم من كلاب النار جاء به * نص الشريعة برهانا وتبيانا ومن أسماء الخوارج الحرورية والشراة سموا بهما لنزولهم بحروراء - اسم قرية تمد وتقصر - ولأنهم يقولون إنهم شروا أنفسهم من الله بالجهاد. چرندابي.