بالمقام كما هو واضح.
واما ما ذكره من امكان تولد الولد من الرجل مع دخوله وعدم انزاله من جهة تحرك نطفة المرأة واكتسابها العلوق من نطفة الرجل في محلها ففي غاية الغرابة والمهانة، ضرورة عدم خلقة الولد بحسب مجاري العادات الا بعد امتزاج المائين واختلاطهما، قال عز من قائل " انا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج " والروايات في هذا الباب كثيرة جدا، نعم يمكن خلق الولد من المرأة فقط أو على الوجه المذكور على سبيل الاعجاز ولكنه غير نافع للمقام.
ثم إن ما ذكره من أن المراد من الفراش الافتراش الفعلي فمع انه مخالف لظاهر الرواية بل اتفاق الأصحاب (قدس سرهم) - لما ظهر لك من ظهور اتفاقهم على تحقق الفراش قبل الدخول - لا يفيده ضرورة ان مفاد الرواية المذكورة ليس الا الأصل، وهو إنما يتقوم بالاحتمال والشك ومع عدم الانزال لا احتمال ولا شك.
ومن هنا ظهر لك ان ما نقله من العامة من لحوق الولد بالفراش مع عدم الدخول وعدم انزال الماء على الفرج من الخرافات المضحكة لا انه أشبه شئ بها بداهة ان الفراش ليس من أسباب الأنساب حتى بوجب لحوق ولد غير الزوج به، وإنما هو أصل شرعي يؤخذ به في مورد الشك والاحتمال، فالعامة ان تفوهوا بهذه المقالة القبيحة فهو لجهلهم لمورد الرواية الشريفة وانها أصل مضروب لحكم الشك، لا من جهة اشتباههم في تفسير الفراش، لما عرفت من اشتراك أصحابنا (قدس سرهم) معهم في هذا التفسير.
فاتضح لك بما بيناه غاية الاتضاح ان المناط في المقام انزال الماء من الزوج سواء كان مع الدخول أو مع اهراقه على الفرج، وسواء كان في القبل أو الدبر، فان الماء في الدبر قد يسرى إلى الرحم فيحتمل منه الحمل فجعل الدخول المفسر بغيبوبة الحشفة أو مقدارها مناطا مع التعميم للانزال وعدمه في غاية الغرابة والظاهر أن قدماء الأصحاب إنما عبروا بالدخول من باب الغلبة،