(فائدة - 71) قد نسب إلى بعض المعاصرين ان المفاهيم الانشائية في العقود والايقاعات لا توجد في الخارج بالانشاء، وإنما هي معان ذهنية ثابتة في النفس وصيغ الانشاءات إنما تبرزها وتكشف عنها، لأنها أمور اعتبارية لا وجود لها في الخارج وإنما يعتبرها المنشئ في نفسه قبل الانشاء.
غاية الأمر انه لا يترتب الأثر على هذا المعنى النفسي الا بعد وجود مبرز في الخارج، فالانشاء كالخبر كاشف وحاك ولا فرق بينهما في هذه الجهة، وإنما يفترقان في أن الخبر كاشف عن الخارج والانشاء كاشف عن الامر النفسي من انحاء العلائق والالتزامات.
أقول: التحقيق ان المفاهيم الانشائية في العقود والايقاعات أمور انتزاعية من صيغ انشائية مترتبة عليها موجدة منها على وجه الانتزاع لا على وجه الاستقلال ولا ينافي كونها أمورا اعتبارية عدم انتزاعها الا من الصيغ الموجودة في الخارج كما أنه لا ينافي مع انتزاعها منها وترتبها عليها عدم انتزاعها منها الا مع سبق المعنى الذهني عليها، بحيث لولا تصورها قبل في الذهن لا يتحقق الانتزاع.
توضيح الكلام فيه: ان الأمور الانتزاعية الاعتبارية على قسمين:
أحدهما ما ينتزع من منشأه سواء كان فعلا لفاعل أو لا، كالزوجية المنتزعة من الأربعة مثلا والفوقية التحتية المنتزعتين من تقابل الجسمين بحيث لو وقع