ولقد من الله على المؤمنين بأن بعث الله فيهم أباها، ومن الله على أبيها بإعطائها له، فقال: {إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر} (1).
ومع ذلك كله فقد فارقت الدنيا وكانت هذه وصيتها:
" بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصت به فاطمة بنت رسول الله، أوصت وهي تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، يا علي أنا فاطمة بنت محمد زوجني الله منك لأكون لك في الدنيا والآخرة، أنت أولى بي من غيري، حنطني وغسلني وكفني بالليل وصل علي وادفني بالليل، ولا تعلم أحدا، وأستودعك الله وأقرأ على ولدي السلام إلى يوم القيامة " (2).
وفي الصحيح عن عائشة قالت: ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا من فاطمة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانت إذا دخلت عليه رحب بها وقام إليها فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه (3).