منهاج الصالحين - الشيخ وحيد الخراساني - ج ١ - الصفحة ٣٠٦
ولقد من الله على المؤمنين بأن بعث الله فيهم أباها، ومن الله على أبيها بإعطائها له، فقال: {إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر} (1).
ومع ذلك كله فقد فارقت الدنيا وكانت هذه وصيتها:
" بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصت به فاطمة بنت رسول الله، أوصت وهي تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، يا علي أنا فاطمة بنت محمد زوجني الله منك لأكون لك في الدنيا والآخرة، أنت أولى بي من غيري، حنطني وغسلني وكفني بالليل وصل علي وادفني بالليل، ولا تعلم أحدا، وأستودعك الله وأقرأ على ولدي السلام إلى يوم القيامة " (2).
وفي الصحيح عن عائشة قالت: ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا من فاطمة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانت إذا دخلت عليه رحب بها وقام إليها فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه (3).

(١) سورة الكوثر وراجع صفحة: ٢٩٠.
(٢) بحار الأنوار ج ٤٣ ص ٢١٤.
(٣) المستدرك على الصحيحين ج ٣ ص ١٥٤ وفي التلخيص أيضا، وبتفاوت في فضائل الصحابة ص ٧٨، سنن أبي داود ج ٢ ص ٥٢٢، سنن الترمذي ج ٥ ص ٣٦١، المستدرك على الصحيحين ج ٤ ص ٢٧٢، ذخائر العقبى ص ٤١، السنن الكبرى للبيهقي ج ٧ ص ١٠١، مسند ابن راهويه ج ٥ ص ٦، الأدب المفرد ص ٢٠٩، الآحاد والمثاني ج ٥ ص ٣٦٨، السنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ٩٦ و ٣٩٢، مسند أبي يعلى ج ١٢ ص ١١١، صحيح ابن حبان ج ١٥ ص ٤٠٣، المعجم الأوسط ج ٤ ص ٢٤٢، نظم درر السمطين ص ١٧٩، سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ١٢٠ ومصادر أخرى للعامة.
مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) ج ٢ ص ٢١٠، الأمالي للطوسي ص ٤٠٠، مناقب آل أبي طالب ج ٣ ص ٣٣٣، عوالي اللئالي ج ١ ص ٤٣٤، كشف الغمة ج ١ ص ٤٥٣ ومصادر أخرى للخاصة.
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست