معجزة التربية العملية بالقرآن إذا ادعى أحد التفوق في الطب على جميع الأطباء في العالم، فإنه يوجد طريقان لإثبات دعواه:
الأول: أن يأتي بكتاب في الطب، فيه علل الأمراض والأدوية والتداوي...
بحيث لا يوجد نظيره في الكتب الطبية.
والثاني: أن يستطيع معالجة مريض قد استولى المرض على جميع أعضائه وقواه حتى أشرف على الموت، وقد عجز الأطباء عن معالجته، فعوفي على يده وعادت إليه السلامة الكاملة.
والأنبياء (عليهم السلام) هم أطباء عقول البشر وأرواحهم، والمعالجون للأمراض التي تطرأ للإنسان بما هو انسان، ونبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) صفوة هؤلاء الأطباء وأرقاهم، والدليل العلمي على ذلك هو القرآن الكريم، هذا الكتاب الذي لا نظير له في بيان علل الأمراض الفكرية والأخلاقية والعملية للفرد والمجتمع وبيان علاجها، وفيما قدمناه من نماذج هدايته النظرية كفاية.
ومن ناحية عملية: نزل القرآن في مجتمع مصاب بأسوأ الأمراض الانسانية، وقد وصل فيه الإنحطاط الفكري إلى حد تتخذ كل قبيلة صنما لها، فتجعله إلهها الخاص! بل كانت العائلة تتخذ صنما لها، وربما تصنعه من التمر فتعبده وتسجد له صباحا، ثم عندما تجوع، تأكل إلهها!
فجاء القرآن وعالج آفات أفكارهم، بحيث حمدوا خالق الكون بأنه {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من