وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " يفتح الله على يديه "، دليل على أن فعل الله جرى على يديه كما جرى على يد رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله تعالى: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} (1)، وعنه (عليه السلام): " والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية " (2).
ومن يكون الله فاتحا لخيبر على يديه هو يد الله، وهل يشد عضد خير خلق الله إلا بيد الله؟ {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} (3).
الحديث الثالث:
ما رواه العامة والخاصة، ونقتصر على ما رواه الحاكم النيسابوري في مستدركه (4) والذهبي في تلخيصه (5)، عن بريدة، قال: " غزوت مع علي إلى اليمن، فرأيت منه جفوة، فقدمت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله يتغير، فقال: يا بريدة، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه... ".
وهذا هو نفس ما قاله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبة الغدير.
وحادثة غدير خم وخطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها مشهورة، ذكرها أكابر المحدثين والمؤرخين والمفسرين (6) في أحداث حجة الوداع، وفسرها كبار اللغويين.