وقد تظافرت النصوص من الخاصة والعامة أن الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآله (1)، وفي بعضها كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد (2).
ولفظة كل من أدوات العموم، فكل دعاء من كل داع محجوب، والرافع للحجاب هو الصلاة عليه وعلى آله.
فإذا كانت الصلاة خارقة للحجاب فالمصلى عليه لا حجاب بينه وبين ربه، لأنه الواصل إلى مقام القرب الذي هو أجل من أن يوصف، بحيث صارت إن الصلاة عليه بإضافتها إليه مقربا إلى الله، ومفتاح باب إجابة الدعاء.
الثاني: لا ريب أن أفضل ما يتقرب به العباد إلى ربهم بعد المعرفة، هو الصلاة، وهي التي قال إبراهيم (عليه السلام): {رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي} (3)، وقال عيسى (عليه السلام): {وأوصاني بالصلاة} (4)، وأمر الله أشرف عباده بإقامتها، ووعده المقام المحمود بها، وهي عمود الدين، ووصية الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)، ومعراج المؤمن،