مقارنة بين صلاتنا وصلاة المسيحيين نذكر نموذج العبادة المسيحية مقابل ما ذكرنا من نموذج العبادة في الاسلام، قال في إنجيل متى، الإصحاح السادس:
(وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم، فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم. فلا تتشبهوا بهم. لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه. فصلوا أنتم هكذا:
أبانا الذي في السماوات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا أعطنا اليوم. واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا. ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير. لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين) انتهى.
ونشير هنا إلى بعض النقاط في هذه الصلاة:
1 - أنها تخاطب الله تعالى بلفظ (أبانا الذي في السماوات)!
وإطلاق لفظ الأب على الله تعالى إن كان على وجه التحقيق فتعالى الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، وإن كان على وجه التشبيه فجل جلاله ان يشبه يخلقه، وحينئذ تكون صلاتهم وعبادتهم للمخلوق لا للخالق!
أما العبادة في الاسلام فهي لله تعالى الذي ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.. فلا تعطيل للعقل عن معرفته، ولا تشبيه له بشئ من خلقه.
2 - بعد هذا الثناء على الله تعالى نرى أن صلاة المسيحي تعلمه أن يطلب من الله تعالى الخبز الذي يكون لجسده كالعلف للحيوان (خبزنا كفافنا أعطنا اليوم)!.
بينما يطلب المسلم في صلاته بعد الثناء على ربه، نور البصيرة في عقله حتى يجد