زدني منه يا ابن رسول الله فقال: لو زادك رسول الله (صلى الله عليه وآله) لزدناك (1).
* وأما ما ظهر من كراماته من مشهده التي جمعتها كتب مفصلة، فنقتصر على واحدة منها: روى الصدوق في العيون عن الهروي، قال: حضر المشهد رجل من أهل بلخ ومعه مملوك له، فزار هو ومملوكه الرضا (عليه السلام)، وقام الرجل عند رأسه يصلي ومملوكه يصلي عند رجليه، فلما فرغا من صلاتهما سجدا فأطالا سجودهما، فرفع الرجل رأسه من السجود قبل المملوك، ودعا بالمملوك، فرفع رأسه من السجود، وقال: لبيك يا مولاي فقال له: تريد الحرية؟ فقال: نعم، فقال: أنت حر لوجه الله تعالى ومملوكتي فلانة ببلخ حرة لوجه الله تعالى، وقد زوجتها منك بكذا وكذا من الصداق، وضمنت لها ذلك عنك، وضيعتي الفلانة وقف عليكما وعلى أولادكما وأولاد أولادكما ما تناسلوا بشهادة هذا الإمام (عليه السلام).
فبكى الغلام وحلف بالله تعالى وبالإمام (عليه السلام) أنه ما كان يسأل في سجوده إلا هذه الحاجة بعينها، وقد تعرفت الإجابة من الله تعالى بهذه السرعة (2).
ولاية عهده (عليه السلام) لما استوى أمر المأمون بعد الأمين، كتب إلى الرضا (عليه السلام)، يستقدمه إلى خراسان، فاعتل عليه الرضا (عليه السلام) بعلل كثيرة، فما زال المأمون يكاتبه ويسأله حتى علم الرضا (عليه السلام)، أنه لا يكف عنه، فخرج وأبو جعفر (عليه السلام) له سبع سنين، فكتب إليه المأمون لا تأخذ على طريق الكوفة وقم، فحمل على طريق البصرة والأهواز