فضائل هذا البدر التمام في فلك الاسلام وانتشرت في الأنفس والآفاق؟!
ولنختم هذا المبحث الشريف بآيتين من الآيات النازلة في شأنه (عليه السلام):
الآية الأولى {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} (1).
وقد اعترف أكابر علماء العامة بنزولها في شأن علي (عليه السلام) ونكتفي بما نقله الفخر الرازي في تفسيره، وروى عن أبي ذر (رضي الله عنه) أنه قال: صليت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فما أعطاني أحد شيئا، وعلي (عليه السلام) راكعا، فأومأ إليه بخنصره اليمنى وكان فيها خاتم، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم بمرأى النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال: اللهم إن أخي موسى سألك فقال {رب اشرح لي صدري} (2) إلى قوله: {وأشركه في أمرى} فأنزلت قرآنا ناطقا {سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا} (3) اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري. قال أبو ذر: فوالله ما أتم رسول الله هذه الكلمة حتى نزل جبرئيل فقال: يا محمد اقرأ {إنما وليكم الله ورسوله} إلى آخرها (4).