[الفصل الرابع] [في ما يحصل به احياء الأرض الميتة] (المسألة 63):
تختلف كيفية احياء الأرض الموات باختلاف الوجهة التي يبتغيها الانسان من احيائها والغرض الذي يطلبه من عمارتها، فإن الانسان قد يعمر الأرض ليجعلها دارا يسكنها أو يؤجرها، وقد يعمرها لتكون ضيعة له أو بستانا أو مزرعة ينتفع من ثمرها وحاصلها، وقد يحييها فيفجر فيها عينا جارية، أو يحفر فيها بئرا نابعة، أو يشق في الأرض قناة أو نهرا، ويجري فيهما الماء من العين أو البئر ويسقى مزرعته أو ضيعته أو قريته، ولا ريب في أن عمارة كل واحد من هذه الأشياء واحياءه يختلف عن غيره والمرجع في جميع ذلك إلى العرف الموجود بين الناس في صدق تعمير الجهة التي يريدها الانسان واحيائها.
(المسألة 64):
يتوقف احياء الأرض قبل الشروع فيه على رفع الموانع التي تكون في الأرض عن قبول الاحياء والتعمير، فقد تكون الأرض منبتا للأشواك والحسك والسلم وما يشبه ذلك من النباتات الخشنة، فلا يمكن احياء الأرض حتى يزال منها جميع ذلك، وتصبح نقية منها ومن جذورها وقد يكون وجه الأرض قد استولى عليه السبخ أو الرمل الناعم أو الحصى الخشق فلا تكون قابلة للتعمير إلا بعد تنقيتها من ذلك، وقد تكون مما كثرت فيها التلول والهضاب والأودية، فلا