تمكن عمارتها إلا بعد تسوية الأرض وبسطها وإزاحة ما فيها من العقبات المانعة وقد تكون الأرض قد استأجمت لغلبة الماء والأشجار والنباتات الغريبة عليها ولا بد قبل الشروع في الاحياء من تجفيف الماء عنها، وقلع ما فيها من النبات والشجر الذي يمنع من ذلك وتسوية الأرض، وطم الحفر وإزالة الجذور.
(المسألة 65):
إذا عمر الانسان حجرة في الأرض الميتة فبنى جدرانها الأربعة ووضع عليها سقفها على الأحوط فيه وأصبحت بذلك صالحة للسكنى، فقد أحيي موضع الحجرة من الأرض وملكه بالاحياء وإن لم ينصب لها بابا، وكذلك إذا بنى في الأرض بيتا من قصب أو من خشب أو حديد أو غيره وسقف البيت، وأصبح البيت قابلا للسكنى فيه فقد أحيي الموضع وملكه، وإذا أدار حول الحجرة التي بناها والساحة حائطا يسورهما من جوانبهما فقد عمر الدار وعمر ساحتها وأحياها وملك الأرض والدار بذلك وإن لم ينصب للحجرة أو للدار بابا.
وإذا بنى جدارا حول القطعة التي يختارها من الأرض فسور القطعة بالجدار من جميع جهاتها ثم بنى فيها قواطع تامة لحجرة واحدة أو أكثر وأتم ذلك بحيث عدت حجرا في نظر أهل العرف، فقد عمر بذلك الدار وساحتها وملك الجميع وإن لم يسقف الحجر ولم ينصب أبوابها.
ومثل ذلك: ما إذا بنى الحائط والبيوت من القصب أو من الخشب شبهها فيتم بذلك تعمير المنزل واحياؤه ويتملكه المحيي وإن لم تسقف البيوت ولم تنصب الأبواب.